بسم الله الرحمن الرحيم
يبدأ تكون العظام في الحياة الجنينة داخل الرحم ، وهي إما أن تنشأ عن الغضروف مثل عظام الأطراف أو الغشاء مثل عظام الجمجمة .
و تتطور عظام الأطراف على شكل براعم من الوريقة الوسطى حيث تتكثف هذه البراعم و تمتلئ فتتحول إلى غضروف ثم تترسب أملاح الكالسيوم في هذا الغضروف فيتحول إلى عظم .
النسيج العظمي:
هو نسيج ضام ينشأ جنيناً من الوريقة الوسطى و يتركب كما في الأنسجة الضامة الأخرى من خلايا عظمية و مادة أساسية و ألياف .
النسيج الضام / connective Tissue / هو النسيج الذي يؤمن الارتباط بين الأنسجة المختلفة و يؤمن لها احتياجاتها و يزيد من فاعليتها الدفاعية .
الخلايا العظمية:
هي خلايا مضلعة ذات هيولى رائقة و محفظة رقيقة و نواة ، و ترسل هذه الخلايا استطالات متعددة بحيث يتشابك بعضها مع البعض الآخر .تقاس الخلية العظمية من 5-10 ميكرون وهي تسكن في تجاويف محفورة في المادة الأساسية ، و الخلايا العظمية تكون في حالة سكون و تكاثرها بطيء و لكن قد ينشط في بعض الحالات المرضية كالكسور و الالتهابات و الأورام
المادة الأساسية :
تبدو متجانسة شفافة إذا فحصت بالمجهر و التلوين العادي و هي مركبة كيماوياً من مادة العظميين ومن مادة غير عضوية تشكل 70 بالمائة منها و معظمها أملاح فوسفات الكالسيوم و كربونات الكالسيوم . ونقص النسب الطبيعية لهذه الأملاح في العظام يؤدي إلى مرض الكساح .
تركيب العظام :
نرى تركيب العظام كما في العظام الطويلة التي هي عبارة عن أنابيب جوفاء تتركب من الخارج من القشرة المعروفة بالعظم الكثيف ( المتراص) ذي ملمس عاجي ، و داخله عظم إسفنجي و يوجد وسط جسم العظم التجويف النخاعي يوجد في التجويف النخاعي ما يسمى بالنخاع الأصفر بين ما يوجد في العظم الإسفنجي النخاع الأحمر . شكل رقم
النسيج النخاعي:
هو النخاع الذي يشغل القناة المركزية للعظام الطويلة و يقسم حسب فعاليته إلى :
أ- النخاع ( النقي) الأحمر : شكل رقم (1)
يبدأ في التكوين ابتداء من الشهر الثالث للحمل . و هو ذو حجم كبيرو لاسيما عند الأطفال ويعمل في توليد الدم حتى السنة الخامسة من العمر ، يتحول بعدها في مشاشات العظام الطويلة و في العظام المسطحة إلى نقي( نخاع ) أصفر شحمي غير فعال ، و هذا النخاع غني بالخلايا المكونة للدم على هيئة مجموعات صغيرة و لذلك يكون منظر النخاع عادة غير متجانس .
ب- النخاع الأصفر
هو النخاع الموجود عند الكهول ، و تتحول فيه الخلايا المصورة للدم و للعظم إلى خلايا شحمية ، و تقل فيه الخلايا و الألياف الضامة و الجيوب و الأوعية الدموية و لكن في لحالات الطارئة مثل النـزف أو فقر الدم فإن هذا النوع قادر على العودة إلى النخاع الأحمر الفعال من جديد و يعمل على توليد الدم .
ج- النخاع السنجابي :
عندما يفقد النخاع الأصفر صفاته و تتقلب الخلايا الشحمية إلى خلايا ضامة ثابتة و لوعة بالألوان يصبح النخاع هذا سنجابياً . تقل في هذا النوع الأوعية و الجيوب الدموية و يكثر فيها السائل الخلالي فيصبح رخواً أو تكثر فيه الألياف فيصبح قاسياً و هذا النوع غير قادر للعودة إلى نخاع أصفر شحمي أو أحمر مولد للدم .
العوامل التي تؤثر في نمو العظام :
1- عوامل وراثية :
إن طول او قصر العظام و طبيعة نموها يتأثران كثيراً بالوراثة كالنقص الوراثي في تمثيل أملاح اليود العضوية كما في حالة الأقزام بينما عند العمالقة ينتج فرط النمو بسبب زيادة هرمونات النمو وراثياً .
2- أهمية الكالسيوم و الفوسفور :
إن 99 بالمائة من إجمالي الكالسيوم و 80 بالمائة من إجمالي الفوسفات موجودة غالياً في العظام .
و هذان العنصران مهمان لتكوين العظام . و هم كربونات و فوسفات الكالسيوم ، وهناك تناسب خاص و ثابت بينهما إذ أن نسبة الكالسيوم إلى الفوسفور هي :
2، 2 :1 أما إذا زادت نسبة الفوسفور عن الكالسيوم فيظهر لين في العظام . و تلعب دوراً هاماً في تنظيم درجة pH و بالتالي إفراز أو إعادة امتصاص كلاً من الكالسيوم و الفوسفور .
3- الهرمونات :
تؤثر هرمونات الغدة النخامية و الدرقية و الأدرينالين و الغدد الجنسية في نمو العظام .
فزيادة هرمون الثيروكسين ( الدرقية ) يؤدي إلى نضج مبكر للعظام مع قفل أو تكلس المفاصل فيقل بذلك النمو . كما أن هرمونات جارات الدرقية و فتامين د لهما تأثيرهما في تنشيط نمو العظام . أما هرمونات الاستروجين و الكورتيزون فهي مثبطة لنمو العظام إذا زاد عن المعدل الطبيعي .
4- تأثير التغذية :
العظام من أكثر أنسجة الجسم حساسية بنوعية الغذاء و يشترط لنموها توافر مستوى من الكالسيوم و الفوسفور و فتامين د في الغذاء
و يعتبر فيتامين A مهماً في نمو العظام فنقصه يؤدي إلى تغيير في شكل العظام أما زيادته فيؤدي إلى تحلل جسم العظام .
أما فيتامين د فيعتبر من الفيتامينات الأساسية اللازمة لنمو العظام الصغيرة العمر شريطة توفر الكالسيوم و الفوسفور و أشعة الشمس و نقصه يؤدي للإصابة بمرض الكساح عند الأطفال .
كذلك فأن فتامين c,B2 يساعدان على سرعة نمو العظام كما أن الحديد يؤثر بطريقة غير مباشرة لعامل مضاد لفقر الدم .
علوم الأعصاب
إن تاريخ ظهور الإنسان لا يتطابق مع
تاريخ ظهور أفكاره، ظهوره على وجه الأرض
تحقق بمسافة زمنية بعيدة جدا على ظهور
أفكاره.تاريخ ظهور الأوسترالوأنتروب
الذي هو جد الإنسان الحالي يعود إلى أكثر
من أربعة مليون سنة أما بداية أفكاره
فإنها تعود إلى دلك اليوم الذي نجح فيه
هدا الكائن الحي تحقيق عملية تواصل مع
أمثاله عبر الفصح عن تجربته الذاتية.
تاريخ أفكار الإنسان تم تقليصه إلى أقصى
حد ممكن لينحصر تاريخ الأفكار في حدود
أقل من7000 سنة ولكم أن تبحثوا عن من كان
وراء هدا التقليص.
تاريخ الدماغ البشري
يقول Jean Pierre Changeux:« في الظروف الحالية
يفضل البعض عدم الأخذ في مجال الوظائف
البيولوجية للدماغ وفي علاقات هده
الوظائف بما هو مجتمعي. لقد انتشرت علوم
الإنسان لدرجة أنها أصبحت موضة.وانتشرت
معها العلوم المرتبطة بالدماغ البشري
لدرجة خلقت هده العلوم نوعا من الهلع وسط
العلوم الإنسانية. أصبح البعض يخاف من
الأسس البيولوجية لعملية التفكير لأن
هده الأسس ادا ما وضعت بين أيادي غير
نبيلة فأنها ستتحول إلى علم للسيطرة،
كما هنالك كذلك من يخاف من تناوله لهده
العلوم عن طريق القيام بنوع من التبسيط
فيوقظ بدلك نقاشا قديما حول المادة
والروح. لكن من بين كل ها ته التخوفات هي
النزعة التي تعتبر أي بحث في هدا المجال
يمس بالعقيدة و يصبح صاحبها من أهل
الجحيم »
قديما، اعتقد أرسطو وقبله المصريون
القدامى بأن الدماغ مكون من الماء
والتراب ووظيفته هو القيام بتبريد الجسم
للحفاظ على درجة الحرارة. عكس أرسطو، نجد
أفلاطون ومعه أبيقور تعاملا مع الدماغ
على أنه مركز التفكير ومعهم ظهرت نظرية
ما يسمى المركزية العصبية التي تم
الاعتقاد بها وقد ساهمت في التعرف أكثر
على المخ البشري. بعد قرون عدة من
الاعتقاد في هده النظرية، بدأت إلى
الظهور نظرية مغايرة هي نظرية ما يسمى
بنظرية لا مادية الروح L’immatérialité de l’âme
وقد عملت هده النظرية من تعطيل عملية
استكشاف الإنسان لدماغه.
خلال القرن العشرون، مع التطور العلمي
الهائل لتقنيات الاستكشاف، تم تأكيد
النظرة الأفلاطونية للدماغ البشري. تطور
تقنيات الاستكشاف بدأت مع القرن السابع
عشر حيث قام الإنجليزي Willis d’oxford
باستكشاف الثنايا الدماغية الموجودة
تحت القشرة الدماغية. مع بداية القرن
التاسع عشر، بدأ الحديث من جديد عن
المناطق الدماغية كمراكز عصبية متخصصة،
بدأ هدا مع ما يسمى la phrénologie لصاحبها Gall
الذي اعتبر هدا علما لدراسة القدرات
الذهنية والخصائص الفكرية انطلاقا من
شكل الجمجمة.حوالي سنة 1850أكد الإنجليزي
جاكسون بأن إصابة أحد المناطق الدماغية
المتخصصة لا يؤدي بالضرورة إلى الفقدان
التام للوظيفة الدماغية. بالنسبة لهدا
العالم كما هو الشأن لأخر يدعى Head الذي
أعاد صياغة ملاحظات جاكسون:كلما كانت
الصيرورة معقدة وإرادية كلما كانت
المناطق الدماغية التي يتم توظيفها
متعددة. هده الملاحظة كانت ضربة قوية
لأولئك الدين كانوا يعتقدون باختصاص
المناطق الدماغية وانفرادها
بوظائف.بالنسبة لجاكسون كل خلل عصبي سوف
يؤدي بالضرورة إلى اختلال في سلسلة من
الخلايا المترابطة وليس إلى تدمير أحد
المراكز العصبية. المراكز العصبية تشتعل
كمناطق متعددة لدمج وظيفة محددة. الجديد
بالنسبة لهؤلاء العلماء لا يتعلق برفض
تحديد المناطق الدماغية المتخصصة ولكن
برفض القبول بسهولة التحديد. مع نهاية
القرن التاسع عشر ظهر إلى الوجود
مصطلحين هما مصطلح Les neuronesومصطلح Synapses.
المصطلح الأول تم استعماله من طرف
الألماني Waldeyer والمصطلح الثاني من طرف
الإنجليزي Sherrington
إن اكتشاف La synapse ووظائفها تساوي على
مستوى ما حققته من نتائج معرفية اكتشاف
الدرة أو الحامضDesoxyribonucleique
تاريخ استكشاف المخ
استكشاف المخ تم في البداية بواسطة
الأشعة السينية التي تم استعمالها لأول
مرة سنة 1895، صاحب اختراع الأشعة السينية
هو Roentgen. سنة 1929 ظهر الجهاز الكهربائي
المستكشف للدماغ L’électro-encéphalogramme، صاحب
هدا الاكتشاف هو Hans Berger. بواسطة هدا
الجهاز المستكشف أصبح من الممكن التعرف
على ملايير من الخلايا العصبية.
بالإضافة إلى هدا الجهاز استطاع الكندي
W.Penfield باستكشاف القشرة الدماغية بواسطة
الصعقات الكهربائية الخفيفة les électrodes.
المخ مند حوالي 3000سنة
قام Edwin Smith سنة 1882 وهو تاجر وهاوي من هواة
جمع الأثريات بشراء أوراق من مدينة
أللكسور المصرية. بعد مرور 50سنة قام James
Breastedالذي يشغل مدير قسم الأثريات
المشرقية أنداك بتفكيك رموز محتويات هدا
الورق الأثري، فوجد آن هدا الورق الأثري
يحتوي على سبعة عشرة عمود تخص تشريح
الدماغ. كتابة هدا المخطوط التاريخي
والعلمي تعود إلى سبعة عشرة سنة قبل
الميلاد بحكم أن هدا المخطوط مدون
بواسطة الكتابة الهيريغلوفية. لكن أتضح
في ما بعد أن هدا المخطوط ليس إلا
استنساخا يدويا لنص أصلي يعود إلى حوالي
3000سنة. بداخل هدا المخطوط نجد لائحة
بثمانية وأربعون حالة إصابة بجروح تخص
الرأس والعنق وكل حالة يتم تقديمها بشكل
مفصل، دقيق وممنهج عن طريق توضيح: اسم
الحالة، فحصها، تشخيصها وعلاجها.
الحالة السادسة مثلا نجد فيها ما يلي:
إزاحة الجمجمة تكشف عن ظهور ثنايا
متشابهة لتلك التي تبدو في حالة ذوبان
النحاس. هده إشارة واضحة لثنايا الدماغ
البشري.
الحالة الثامنة تتحدث عن حالة وجود جرح
في الجمجمة. في هده الحالة تنتج الأعراض
التالية :
انحراف deviation des globes oculaires
المصاب يمشي وهو يجر رجله.
هده الملاحظة أثارت كاتب المخطوط لأنه
كرر أربعة مرات متتالية « هدا الجرح الذي
يوجد في الجمجمة » وكأنه بهذا التكرار
يريد أن يقول بان هدا الجرح هو خارج
المنطقة الحركية التي تتسبب في شلل
للأطراف.
الحالة اثنان وعشرون: ادا ما ناديت شخصا
ولاحظت أن ناضره مضغوط إلى الداخل فانه
لن يجيب لأنه فقد القدرة على الكلام.
الحالة واحد وثلاثون، في حالات تفكك
فقرات العنق المصاب لا يتحسس يديه
ورجليه، قضيبه منتصب، يتبول و يستمني
بدون أن يشعر بدلك.
يعتبر هدا المخطوط أول مخطوط يتطرق إلى
تحديد إصابات الدماغ وهدا الوصف هو نفس
الوصف المتداول حاليا.
الجمجمة
وظيفة الجمجمة هي حماية الدماغ من جهة
ومن جهة أخرى السماح لأعصاب الوجه
والفكيين بالقيام بحركات.المنطقة
الدماغية تتكون من ثمانية عظام، أما
منطقة الوجه فتتكون من أربعة عشرة
عظم.بالنسبة للطفل الذي لا يتجاوز عمره
ثمانية عشرة شهرا تظهر فتحات عظمية لأن
عملية الانسداد لم تتم بعد، مما يسمح
للدماغ بالنمو بعد الولادة إلى حدود سن
الثمانية عشرة شهرا.
المخ
المخ مع النخاع ألشوكي يشكلان الجهاز
العصبي المركزي. المخ هو المسؤول عن
الوعي ، التفكير ، التدكر و التحكم في
جميع وظائف الجسم.
الدماغ هي المنطقة الأكثر أهمية من
المخ، يتكون من فصين يرتبطان بواسطة
قناة le canal calleuxوهي قناة تتكون من ألياف
عصبية. القشرة الخارجية للدماغ أو ما
يصطلح عليها cortexeتتميز بثنايا كثيفة مما
يزيد من مساحتها عند الراشد تصل المساحة
الى حوالي 1,50الى2 متر تحتوي القشرة
الخارجية للدماغ على حوالي 75في المأة من
الخلايا الدماغية
المناطق الدماغية
يعتبر jean pierre changeux بداية القرن التاسع
عشر بالمرحلة الذهبية لتحديد المناطق
الدماغية.التشريحات الباطنية السريرية
انطلقت مع Bouilland ثم مع بروكا.بعد دلك قام
برودمان بتجميع كل المعطيات المتعلقة
بأدمغة القردة والإنسان.
المناطق الدماغية هي المناطق المحددة في
الدماغ سواء بخلاياها أو بوظائفها.يتم
تصنيف هده المناطق كالتالي:
- المناطق الحسية البدائية
- المناطق الحركية
- المناطق الترابطية
هدا التصنيف يعود إلى برودمان 1908 أو ما
يصطلح عليه خريطة برودمان la carte de
Brodmann.يقسم برودمان الدماغ إلى 52 منطقة
مرقمة، كل واحدة تقوم بوظيفة خاصة .
المنطقة الرابعة تمثل الثنايا الأمامية
التصاعدية التي تختص بالوظيفة الحركية.
المنطقة السابعة عشرة تقوم بتامين وظيفة
النظر.المناطق 41 42 وجهة الناظرين temporales
تختص بالسمع . المناطق 44 و45 تتطابق مع
ثنايا بروكا.
أول نظرية تخص وظائف الخلايا العصبية
للدماغ هي نظرية الاختصاص الوظيفي لكل
منطقة دماغية. تعود هده النظرية إلى
برودمان
في بداية القرن صرح بيركسون قائلا بأن
فرضية تطابق الحالة النفسية بحالة
الدماغ تبدو نوعا من الجنون
الإنجليزي جاكسون، حوالي سنة 1850 أكد أن
إصابة أحد المناطق الدماغية المتخصصة لا
يؤدي بالضرورة إلى الفقدان التام
للوظيفة الدماغية.بالنسبة لجاكسون كما
هو الشأن لـ Head الذي أعاد صياغة ملاحظات
جاكسون . كلما كانت الصيرورة معقدة
وإرادية كلما كانت المناطق الدماغية
التي يتم توظيفها متعددة. هده الملاحظة
كانت بمثابة الضربة القاضية لأولئك
الدين يعتقدون باختصاص المناطق
الدماغية بوظائف محددة والإنفراد
بها.يقول جاكسون إن أي خلل عصبي سوف
يِِِِؤدي بالضرورة إلى اختلال في سلسلة
من الخلايا المتناسقة وليس إلى تدمير
أحد المراكز العصبية. هاته المراكز على
المستوى الوظيفي تشتغل كمناطق لدمج
وظيفة محددة. الأمر هنا لا يتعلق برفض
تحديد المناطق الدماغية المختصة ولكن
يرفض القبول بسهولة التحديد.
هدا التحديد الجديد يحيلنا إلى التحديد
ألمفاهيمي للكائنات الحية الذي قام
بهJacque Monode حيث يقول إن الكائنات الحية
هي آلات كيميائية تنمو بواسطة التكاثر
الدي يتطلب حصول ألاف من التفاعلات
الكيميائية التي بواسطتها تتهيأ
المكونات الأساسية للخلايا. هدا ما
يصطلح عليه الأستقلاب le métabolisme
كأي آلة، كل كائن حي مهما كان بسيطا
يتحدد كوحدة وظيفية منسجمة ومندمجة.
الانسجام الوظيفي للآلة الكيميائية
يتطلب تدخل نظام موجه وضابط للتفاعلات
الكيميائية.
الكائن الحي هي آلة تبني ذاتها بداتها
وبنيتها ليست مفروضة من طرف قوى خارجية.
هده البنية تتحقق بشكل مستقل بواسطة
تفاعلات داخلية بناءة.التفاعلات
البناءة هي مجهرية وجزيئية وهده
الجزيئيات هي في غالبيتها بروتينات. هده
البروتينات هي التي تحدد مسار حركية
الآلة الكيميائية وتؤمن انسجامها. تتميز
البروتينات بخصائص نمطية بمعنى قدرتها
على التعرف على جزيئات أنواع أخرى من
البروتينات انطلاقا من شكلها
وبنيتها.هده الخصائص هي خصائص تمييزية
وربما معرفية تتمحور حول ثلاثة وظائف:
- الوظيفة التحفيزية fonction catalytique
- الوظيفة التقويميةfonction régulatrice
- الوظيفة البنائيةfonction constructrice
يمكن القيام بدراسة الخصائص الوظيفية
للبروتينات دون اللجوء إلى دراسة بنيتها
الخاصة. إلى حدود سنة 1970 وهي سنة صدور
كتاب جاك مونود تم التعرف الدقيق لـ15
بروتينات فقط.
البروتينات هي جزيئات كبيرة من وزن
جزيئي poids moléculaire يتراوح ما بين 10000 و
1000000 أو أكثر. ص6