أعلنت شركة غولدبك الألمانية للإعمار إنشاء مصنع عملاق لصناعة أجهزة الهاتف الجوال الفنلندي «نوكيا»في إحدى المناطق النائية برومانيا. وأفادت مجلة شبيغل في برنامجها التلفزيوني «شبيغل تي فاو» أمس وفقا لوكالة الأنباء الألمانية بأن شركة غولدبك حصلت على صفقة إنشاء هذا المصنع منتصف عام 2007 في مدينة بيليفلد الألمانية، وأن حجم هذه الصفقة يبلغ 40 مليون يورو (58 مليون دولار).
من جانبه، انتقد ميشائيل غلوز، وزير الاقتصاد الألماني، بشدة إعلان شركة «نوكيا» العملاقة لصناعة أجهزة الهاتف الجوال عزمها إغلاق مصنعها امس في مدريد وأن الشركة الفنلندية لم تكلف نفسها عناء بذل جهود ملموسة لخفض تكاليف الإنتاج في موقعها الألماني قبل الإقدام على قرار إغلاقه.
ورأى غلوز أن خبر إعلان الشركة كان له وقع الصدمة على الألمان، مضيفا أنه إذا كانت الشركة العالمية تعتمد على سمعتها واسمها في السوق وتتخذ مثل هذه القرارات فمن الأفضل لها أن تنظر في ما يمكن أن تستتبعه هذه الخطوة من عواقب.
وكان غلوز في زيارة لإسبانيا بمناسبة الاحتفال بالذكرى التسعين لتأسيس غرفة التجارة الألمانية في أسبانيا. وأضافت المجلة على موقعها أن شركة غولدبك متعددة الاختصاصات وأنها تبني هذا المصنع بدون الاستعانة بشركات أخرى وبأجزاء تم تصنيعها في ألمانيا. وأكد أورتفين غولدبك، رئيس مجلس استشاريي الشركة، أن شركته حصلت فعلا على صفقة إنشاء مصنع «نوكيا» في رومانيا، ورفضت الشركة التعليق على تقرير المجلة. وزادت شركة غولدبك من حجم عملياتها في العام المالي 2006/2007 بنسبة 38 فى المائة ووصلت قيمة هذه العمليات 757 مليون يورو(1.1 مليار دولار).
يشار إلى أن شركة نوكيا أعلنت أخيرا عزمها إغلاق مصنعها في مدينة بوخوم بولاية شمال الراين فيستفاليا غرب ألمانيا، وأن ذلك سيؤدي إلى تسريح ألفين من عمالها هناك على الأقل، مما أثار استياء واسعا في الأوساط الألمانية خاصة في ظل حصول الشركة على 90 مليون يورو دعما من الحكومة المحلية للولاية والحكومة الاتحادية.
وتخلى وزير حماية المستهلك الألماني عن هاتفه الجوال من طراز «نوكيا» كنوع من التضامن مع العاملين في مصنع نوكيا بمدينة بوخوم الالمانية الذي تعتزم الشركة الفنلندية إغلاقه. وأرجع هورست زيهوفر تبريره لهذه الخطوة أمس بأن الطريقة التي تم بها الأمر لم تعجبه، ويفكر الوزير الألماني حاليا في اختيار هاتف جوال من إنتاج شركة أخرى. وقوبل هذا الإعلان بانتقادات حادة في ألمانيا وتحديدا من قبل يورغن روتجرز، رئيس حكومة ولاية شمال الراين فيستفاليا.