سواليف...إلى أرامكو بعد المأساة

سواليف...

إلى أرامكو بعد المأساة

كمجتمع سعودي تحاصرنا الآلام هذه الأيام من كل جانب وتجبرنا الاحداث وآهات بعض المفجوعين في أبنائهم وبناتهم وامهاتهم لمشاركتهم هذه الاحزان.
•عندما تتعدى الامور كل حدود العقل والمنطق وعندما يختبئ بعض المسئولين في الدوائر الحكومية خلف القضاء والقدر تاركين الناس تغرق في دوامة من الآلام والأوجاع فإن كل كاتب لا يستطيع السكوت فالساكت عن الحق شيطان اخرس.
•في الأسبوعين الماضيين تابعنا قصصا مأساوية بين حوادث حصدت عددا من المعلمات وهن في طريقهن لأداء رسالتهن النبيلة وكذلك تلك الحوادث المرورية التي ذهب ضحيتها اعداد كبيرة من المواطنين في مختلف مناطق المملكة بشكل عام وعلى طرق الشرقية بشكل خاص وكذلك تابعنا سقوط اجزاء من سقف احدى مدارس البنات الابتدائية بالرياض مما كاد يعرض بناتنا الصغيرات للموت لولا لطف الله واخيرا وليس اخرا الفاجعة التي هزت المجتمع في انفجار الحوية ولأنه من المستحيل ان أتعرض لكل هذه القضايا في مقال واحد فقد اخترت الحديث عن انفجار الحوية على ان أتطرق للقضايا الاخرى بعد ذلك.
•شركة ارامكو وعبر تاريخها الطويل ظلت ولا زالت تتمسك بشعارها المعروف (السلامة اولاً) ومنذ ان أنشأت قبل اكثر من خمسة عقود لم تتكبد مثل هذه الخسائر في الارواح كما حدث في الاسبوع الماضي عندما فقد الوطن ستة من أبنائه وعدد آخر من الاجانب الذين تركوا اهلهم من اجل لقمة العيش.
•أسباب كثيرة سمعناها كالخطأ البشري والتعاقد مع الشركات قد لا تلتزم بشعار ارامكو خاصة في العمل الليلي او عدد ساعات العمل التي أدت الى الارهاق واذا كانت الاسباب مهمة لتفاديها مستقبلا فإنها لن تعيد لنا هؤلاء الشباب من المواطنين الذين تركوا عائلات وسط ظروف صعبة وقاهرة ناهيكم عن الاثار النفسية والآلام والاحزان التي خلفها الحادث في نفوس أهاليهم من آباء وامهات وزوجات وأطفال وأحباب.
•ارامكو التي لعبت دورا كبيرا في تنمية المجتمع في هذه المنطقة وساهمت في نهضتنا وصنعت اجيالا من رجال الاعمال والصناع وتركت بصمة على كل شخص عاش في هذه المنطقة وساهمت في بناء المدارس النموذجية وابتعثت السعوديين الى ارقى الجامعات فأكسبتهم علما وخبرة ونضوجا هي الآن مطالبة بتفهم ما يحتاجه اهالي موظفيها وعمالها في المعامل المنتشرة في صحراء الخير والنعمة القريبة من واحة الاحساء التي كان لها الدور الكبير في تقديم اعداد كبيرة من ابنائها من العمال البسطاء الى اكبر القيادات في الشركة.
•كلنا يعرف الطرق التي تربط بين الاحساء وتلك المعامل وهي طرق قاتلة وخطيرة على كل من يسلكها للذهاب الى هذه المعامل والعودة منها. فتلك الطرق ضيقة ودون فواصل بين الذاهب والآتي وهي لا تستوفي الاشتراطات الفنية ولا تؤمن قواعد السلامة الضرورية ويكفي دليلا على ذلك الحوادث القاتلة التي تتسبب فيها هذه الطرق ويذهب ضحيتها شباب في عمر الزهور يبكيهم اهاليهم وينساهم كل مسئول في كل جهة لها علاقة بأمر الطرق وسلامة الناس.
•هل يعقل ان شركة بحجم ارامكو تكون عاجزة عن شق الطرق حسب المواصفات العالمية وهي الشركة التي ظللنا منذ طفولتنا وحتى اللحظة نتغنى بالطرق التي نفذتها والجودة التي تؤكد عليها هذه الشركة العملاقة!! لا أظن ان المسئولين في هذه الشركة يجهلون وضع هذه الطرق وخطورتها كما انهم يدركون انها تستخدم من قبل موظفيها وعمالها كل صباح ومساء.
•وهل يعقل ان تعجز شركة بحجم ارامكو عن افتتاح مستشفى لها في منطقة الاحساء التي تمثل قائمة موظفيها من هذه المنطقة نسبة لا يستهان بها!! رغم ادراكي ان ارامكو تؤمن العلاج لموظفيها ولأسرهم في المستشفى الذي يختارونه الا ان الجميع يعرف ان منطقة الاحساء تعاني نقص الخدمات الصحية والمستشفيات الكفؤة لاستيعاب الناس العاديين فما بالكم بالاعداد الكبيرة من الموظفين واسرهم ومن له علاقة بهذه الشركة.
•لم يتعود اهل الاحساء على المطالبةحتى بأبسط حقوقهم وهذه مصيبة وهو ما جعل هذه المنطقة التي وصفها قائد هذه الأمةخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ايده الله بأنها ام الخير وهي التي قال عنهاسمو امير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز عندما افتتحجامعة الامير محمد بن فهد بأنها منطقة الرخاء قبل النفط وبعده ولكن سلبية الناسهناك وعدم المطالبة بأي شيء هو الذي جعل منها منطقة منسية في قراها ومدنها الرئيسيةاذا ما استثنينا السنوات الثلاث الاخيرة. واليوم أتمنى على ارامكو السعودية باسمهذه المنطقة واهليها ان تعيد النظر في الطرق التي تربط الاحساء بهذه المعامل التييرتكز عليها اقتصاد الوطن وان تبني مستشفى لها رغم التوجه الحالي للشركة للاعتمادعلى القطاع الخاص في معظم المجالات فكما قلت ليس في هذه المنطقة خدمات صحية كفؤةحكومية كانت او خاصة.

ربنا يساعد الأهالي على افراق من يرعاهم