وجدت دراسة أميركية جديدة أن نمط الطعام الغربي من شطائر الهمبرغر والبطاطس المقلية والصودا (الدايت) بدون سكر تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والبول السكري، حسب ما أورده موقع "ويب أم دي" الصحي.
بيد أن المفاجأة هي في كمية الوجبات السريعة المرتبطة بالمشكلات الصحية. فشطيرتان من الهمبرغر وعلبة واحدة من صودا بدون سكر يوميا تكفي لزيادة مخاطر الإصابة بمتلازمة الأيض (الميتابولزم)، أي عملية البناء والهدم الغذائي.
وهذه، بدورها، تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. ولتشخيص متلازمة الأيض ينبغي وجود ثلاثة معايير على الأقل من خمسة: زيادة محيط الخصر، وارتفاع مستوى ضغط الدم، وارتفاع مستوى سكر الدم صياما، وارتفاع مستوى دهون الدم الثلاثية صياما، أو انخفاض مستويات الكولسترول النافع العالي الكثافة.
بمتابعة مجموعة من 9 آلاف مشارك على مدى تسعة أعوام، وجد باحثون بجامعة منيسوتا أن الطعام الغربي يزيد مخاطر الإصابة بمتلازمة الأيض بحوالي 18%. وقد صّنف الباحثون المشاركين إلى مجموعتين: إحداهما تناولت طعاما غربيا والأخرى تعاطت غذاء مغايرا.
لحوم ومقاليات وصودا
تبين في الدراسة أن الذين تناولوا يوميا مقدارين أو أكثر من اللحم، أو شطيرتي همبرغر، قد ارتفعت مخاطر إصابتهم بنسبة 26%، مقارنة بالذين تناولوا اللحم مرتين في الأسبوع فقط.
أما الصودا الخالية من السكر، فقد زاد تناول علبة واحدة يوميا مخاطر الإصابة بنسبة 34%، بينما لم يظهر أن للصودا الاعتيادية (بالسكر) زيادة ملموسة لمخاطر متلازمة الأيض في هذه الدراسة. لكن دراسة أخرى وجدت لها أخيرا ارتباطا بمتلازمة الأيض.
كذلك ساهمت الأطعمة المقلية في زيادة مخاطر الإصابة بمتلازمة الأيض لدى الذين يأكلون أكبر كمية منها بنسبة 25% مقارنة بالذين يأكلون أقل كمية منها.
في السنة التاسعة من المتابعة، أصبح لدى أربعة آلاف مشارك في الدراسة ثلاثة أو أكثر من معايير متلازمة الأيض، رغم أن لا أحد منهم كان مشخصا بها لدى بدء الدراسة.
وقام الباحثون بتقييم العادات الغذائية لأكثر من تسعة آلاف وخمسمائة رجل وامرأة كانوا ضمن مشروع بحثي لدراسة "مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات" وأجابوا على استبيان يتناول 66 بندا غذائياً.
كانت أعمار المشاركين بين 45 و64 عاما لدى بدء الدراسة، وتم تقييمهم صحيا كل ثلاث سنوات، على مدى أكثر من تسع سنوات هي مدة المتابعة.
ارتباط إجمالي
تناولت مجموعة الطعام الغربي غلالا (حبوبا) مصفّاة ولحوما معالجة ولحوما حمراء وطعاما مقليا وبيضاً ومشروبات صودا، والقليل من الأسماك والفاكهة والخضراوات أو الغلال الكاملة.
وتناولت مجموعة الطعام المغاير كميات أكثر من الفاكهة والخضراوات والأسماك وطعام البحر والغلال الكاملة (الخام) ومنتجات الألبان المنخفضة الدهون.
قسم الباحثون المشاركين في كلا المجموعتين الغذائيتين إلى فئات كمية، من الذين تناولوا أقل كميات الغذاء المقصود بالدراسة إلى الذين تناولوا أكبر المقادير.
كما نظروا فرديا إلى كيفية تأثير أطعمة كالمقالي والمشروبات المحلاة بالسكر كالصودا الاعتيادية، والمكسرات والقهوة والصودا بدون سكر على احتمالات الإصابة بمتلازمة الأيض.
خلصت الدراسة، المنشورة بدورية "الدورة الدموية" الصادرة عن جمعية طب القلب، إلى ارتباط متلازمة الأيض بالطعام الغربي إجمالا، حتى بعد احتساب عوامل أخرى كالتدخين وقيمة السعرات الحرارية والنشاط البدني.
فوجئ الباحثون بأن تناول الغذاء المغاير لم يخفض مخاطر متلازمة الأيض. لكن ثلاثة مقادير يوميا من منتجات الألبان خفضت مخاطر متلازمة الأيض بنسبة 13%. وربما لم تنخفض بالغذاء المغاير لأن المشاركين لم يفوا بمتوسط كمية الخضار والفاكهة المطلوبة، أي 5 مقادير أو أكثر يوميا